recent
أخبار ساخنة

ما هي جوزة الطيب ،جوزة الطيب بين الدين والعلم حكم استخدام وبيع جوزة الطييب

ما هي جوزة الطيب ،جوزة الطيب بين الدين والعلم
حكم استخدام وبيع جوزة الطييب.
جوزة الطيب بين الدين والعلم
أثارت ثمرة جوزة الطيب منذ شيوع استخدامها وكثرة الحديث عنها في وسائل الإعلام جدلًا طبيًا وعلميًا وفقهيًا واسعًا بين من يحرمها بشكل قاطع وبين من يجيز استخدامها بكمية قليلة لتحسين نكهة الطعام، كما أن الدراسات العلمية الحديثة رغم إشارتها إلى فوائد جوزة الطيب على الصحة، إلا أنها تحفظت عليها من جانب آخر بعد ثبوت أضرارها بشكل قاطع والتي قد تكون مميتة في بعض الأحيان خاصة إذا استخدمت بجرعات عالية؛ بسبب احتوائها على مادة الميريستيسين السمية وهي مادة كيميائية ذات تأثير نفسي تصنع لغرض استخدامها في المخدرات رخيصة الثمن، مما يجعل الإفراط في تناول ثمرة جوزة الطيب يتسبب بحدوث هلوسة وهذيان إضافة إلى الإسهال والدوخة والقيء وجفاف الفم وعدم القدرة على الكلام فضلًا عن فقدان القدرة على التحكم بالجسم وضيق التنفس ويقال أن ثمرة جوزة الطيب تسببت بحصول حالات وفاة متعددة بعد أن تم تناولها من قبل بعض الأشخاص بكميات كبيرة كما يؤدي استخدامها بشكل متواصل إلى التعرض لحالة إدمان شديدة والإصابة بأمراض عضوية ونفسية خطيرة.
 ما هي جوزة الطيب
تُعرّف ثمرة جوزة الطيب علميًا أنها نواة ثمرة شجرة جوزة الطيب التي يقتصر نموها على المناطق الإستوائية فقط، كما أن ثمار الشجرة لاتؤكل والجزء الصالح للأكل منها هي النواة التي تكون مغلفة بقشرة حمراء ولها شكل بيضاوي وعند زراعة شجرة جوزة الطيب فإن حصادها يستغرق فترة من 7 إلى 9 سنوات بينما تصل أشجار جوزة الطيب للإنتاج الكامل بعد مرور 20 عام على زراعتها ويشيع استخدام جوزة الطيب كبودرة أو مسحوق يضاف إلى الطبخ أو يستخدم في تصنيع العديد من المنتجات التجارية كالزيوت العطرية والأدوية والعطور والمشروبات التي تسهل الهضم ،كما تستخدم في الصحة والجمال ومكافحة العديد من الأمراض.

لمحة تاريخية عن جوزة الطيب
            عرفت ثمرة جوزة الطيب قديمًا وشاع استخدامها في عصور ماقبل وبعد الميلاد والعصور الوسطى ويدل على ذلك ذكرها في الكتب القديمة فاستخدمت في تلك الحقب بطرق متعددة ومجالات متنوعة من أبرزها الإستعمالات الطبية، فقد استعان بها المصريون القدماء في علاج الأمراض المختلفة والتخفيف من التهابات المفاصل وطرد الغازات والقضاء على آلام المعدة ومازالت جوزة الطيب تستخدم إلى الآن في صناعة الأدوية والمشروبات وكنوع من التوابل يضاف إلى وصفات الطبخ المختلفة. وقد جاء ذكر ثمرة جوزة الطيب في كتابات المؤرخ الروماني بليني الذي عاش في القرن الأول الميلادي وأشار إلى أنها تحمل جوزا له طعمين، كما ذكرت في المخطوطات الهندية القديمة التي أكدت على أن جوزة الطيب كانت تستخدم في علاج الصداع وارتفاع درجة الحرارة ورائحة الفم، بينما استخدمها العرب في علاج آلام المعدة وكمنشط جنسي، كما تشير المراجع التاريخية إلى أن الإمبراطور الروماني هنري السادس أمر بنشر رائحة جوزة الطيب في شوارع مدينة روما احتفالا بتتويجه. ويقال أن سعرها ارتفع في القرن الرابع عشر بشكل خيالي حتى أن نصف كيلو غرام منها أصبح يساوي سعر بقرة في ذلك الوقت، ويقال أيضا أن ثمرة جوزة الطيب تسببت بحدوث صراع تاريخي كبير بين هولندا وبريطانيا بغية السيطرة على مصادرها وخطوط تجارتها في القرن الثامن عشر فدخل الجانبان في صراع لبسط نفوذهما على جزيرة ران التي كانت المصدر الوحيد لثمرة جوزة الطيب آنذاك وانتهى بسيطرة الهولنديين على الجزيرة والذين حاولوا بدورهم السيطرة على عمليات انتاجها بإبادة عدد كبير من سكان جزيرة باندا وأخذ البقية منهم كعبيد لشركاتهم، كما أدى احتكار هولندا لجوزة الطيب إلى رفع أسعارها بشكل كبير في لندن نهاية القرن التاسع عشر وظلت هولندا تسيطر على تجارة جوزة الطيب حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية. وكان ينظر لثمرة جوزة الطيب على أنها من علامات الثراء فقد كان الأغنياء خاصة النساء يحملن جوزة الطيب معهن للإشارة إلى الغنى والترف الذي يتمتعن به وقد زاد انتشارها في القرنين الثامن والتاسع عشر، حتى أصبحت موضة في المطاعم وتوجد منها مجموعات كبيرة في المتاحف الخاصة حاليا.
 المبحث الثاني
حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها
ما حكم وضع جوز الطيب في الطعام ؟ وهل يحل بيعه في محل العطارة أم لا ؟ أم أنه محرم أكله وبيعه كالخمور ؟
نص الجواب الحمد لله
            شجرة " جوزة الطيب " معروفة منذ قديم الزمان ، وقد كانت تستخدم ثمارها كنوع من " البهارات " التي تعطي للأكل رائحة زكية ، واستخدمها قدماء المصريين دواء لآلام المعدة وطرد الريح .
            وارتفاع شجرتها حوالي عشرة أمتار ، وهي دائمة الخضرة ، ولها ثمار شبيهة بالكومثرى ، وعند نضجها يتحول ثمرها إلى غلاف صلب ، وهذه الثمرة هي ما يعرف بجوزة الطيب ، ويتم زراعتها في المناطق الاستوائية ، وفي الهند ، وإندونيسيا وسيلان .
            وتأثيرها مماثل لتأثير الحشيش ، وفي حالة تناول جرعات زائدة يصاب المرء بطنين في الأذن وإمساك شديد وإعاقة في التبول وقلق وتوتر وهبوط في الجهاز العصبي المركزي والذي قد يؤدي إلى الوفاة .
            أما عن حكمها فقد اختلفت آراء العلماء فيها إلى قولين :
            فجمهور العلماء على حرمة استعمال القليل منها والكثير ، وذهب آخرون إلى جواز استعمال اليسير منها إذا كانت مغمورة مع غيرها من المواد .
            قال ابن حجر الهيتمي - المتوفى سنة 974 هجرية - عن جوزة الطيب - :
            "عندما حدث نزاع فيها بين أهل الحرمين ومصر واختلفت الآراء في حلها وحرمتها طرح هذا السؤال : هل قال أحد من الأئمة أو مقلِّديهم بتحريم أكل جوزة الطيب ؟ .
            ومحصل الجواب ،- كما صرح به شيخ الإسلام ابن دقيق العيد - أنها مسكرة ، وبالغ ابن العماد فجعل الحشيشة مقيسة عليها ، وقد وافق المالكية والشافعية والحنابلة على أنها مسكرة فتدخل تحت النص العام : (كل مسكر خمر ، وكل خمر حرام) ، والحنفية على أنها إما مسكرة وإما مخدرة ، وكل ذلك إفساد للعقل ، فهي حرام على كل حال" انتهى .
            انظر : " الزواجر عن اقتراف الكبائر " ( 1 / 212 ) ، و" المخدرات " لمحمد عبد المقصود ( ص 90 ) .
            وفي مؤتمر " الندوة الفقهية الطبية الثامنة " - " رؤية إسلامية لبعض المشاكل الصحية " " المواد المحرمة والنجسة في الغذاء والدواء " - والمعقود بدولة الكويت ، في الفترة من 22 -24 من شهر ذي الحجة 1415هـ الذي يوافقه 22 - 24 من شهر مايو 1995 ، قالوا :
            "المواد المخدرة محرمة ، لا يحل تناولها إلا لغرض المعالجة الطبية المتعينة ، وبالمقادير التي يحددها الأطباء وهي طاهرة العين .
            ولا حرج في استعمال " جوزة الطيب " في إصلاح نكهة الطعام بمقادير قليلة لا تؤدي إلى التفتير أو التخدير .
            وقال الشيخ الدكتور وهبة الزحيلي :
            " لا مانع من استعمال القليل من جوزة الطيب لإصلاح الطعام والكعك ونحوه ‏،‏ ويحرم الكثير ‏؛‏ لأنها مخدِّرة" انتهى .
            والأحوط : هو القول بمنعها ولو كانت مخلوطة مع غيرها وبنسبة قليلة ، و" ما أسكر كثيره فقليله حرام " .
            وللعلم : فإن ثمرة جوزة الطيب - بذرتها ومسحوقها الخاص - ممنوع استيرادها إلى بلاد الحرمين الشريفين ، ويقتصر السماح باستيراد مسحوقها المخلوط بغيره من التوابل في حدود النسبة المسموح بها والتي لا تزيد عن 20 % .
            والله أعلم,,الاسلام سؤال وجواب
google-playkhamsatmostaqltradent